موقعة عين جالوت

إن موقعة عين جالوت تعتبر بحق إحدى الوقائع الهامة، ليس في تاريخ مصر و الشام فحسب,ولا في تاريخ الأمم الإسلامية وحدها, بل في تاريخ العالم بأ سره.ونحن لا نعدو الحقيقة إذا قلنا إن هذه الموقعة, تفوق في أهميتها كل الوقائع الحربية الحاسمة في العصور الحديثة , لأنها لم تكن حرباً بين شعوب راقية متحضرة, تحكمها قواعد و قوانين متعارف عليها, تخفف بعض الشيء من ويلات الإنسانية، وإنما كانت حربا همجية، شنتها قبائل بربرية متوحشة، سفاكة للدماء، مخربة للعمران، ضد سكان المدن في كل مكان. فانتصار هذه القبائل معناه القضاء التام على حضارة العالم الشرقية منها والغربية. ومن هذه الزاوية تكون موقعة عين جالوت قد تركت في تاريخ البشرية أثرا أشد وأقوى مما تركته كل هذه المعارك.

ومن هنا اترككم مع احداث معركة عين جالوت بكل اختصار مع تمنياتي لكم بالفائده في معرفة تاريخنا الاسلامي بشكل مختصر لانه مهما ذكرت من روايات اكون مقصره في
سردها او ايجاد المعلومات الوافيه عنها....

موقعة عين جالوت

عين جالوت : هي بليدة بين بيسان ونابلس.
قطز : هو أحد الأمراء المماليك، وكان بطلا شجاعا مقداما حازما حسن التدبير.

اضطربت أحوال الشام نتيجة لغزو
المغول, إ ذ لم يمض على استيلاء هولاكو على حلب ستة عشر يوماً حتى أخذ في الزحف
على دمشق , فدخلها المغول ونهبوها, ثم ساروا إلى بعلبك و اتجهت طائفة منهم إلى غزة,
وخربوا بانياس (( وأسعروا البلاد حرباً وملأوها قتلاً ونهباً)).
ولم يلبث أن وصل إلى قطز بمصر خطاب
تهديد من هولاكو, يطلب منه التسليم و يقول له:(( يعلم المللك المظفر قطز وسائر
أمراء دولته وأهل مملكته بالديار المصرية وما حولها من الأعمال, أنا نحن جند الله
في أرضه, خلقنا من سخطه وسلطه على من حل به غضبه .. فاتعظوا بغيركم.. فنحن ما نرحم
من بكى ولا نرق لمن شكى..))ولكن قطز لم يجبن أمام ذلك التهديد, فقتل رسل المغول
وعلق رؤوسهم على باب زويلة, فكانت أول من علق على باب زويلة من رؤوس المغول. و لما وجد قطز أن بعض الأمراء مترددون
في الخروج لحرب المغول صاح فيهم ((يا أمراء المسلمين! لكم زمان تاكلون أموال بيت
المال وأنتم للغزاة كارهون. أنا متوجه فمن اختار الجهاد يصحبني ومن لم يختر ذلك
يرجع إلى بيته فإن الله مطلع عليه و خطيئة حريم المسلمين في ركاب المتأخرين!)).
وفي الوقت الذي أخذ قطز يعد العدة
للقاء المغول اختار أن يوفد بيبرس على رأس مقدمة الجيش ليتحسس أخبار المغول. وكان
المغول قد وصلوا إلى غزة, فلما وصل بيبرس انسحبوا من غزة فاحتلها المماليك.وبعد
قليل وصل قطز ومعه بقية الجيش, فزحف المماليك عن طريق الساحل قاصدين بحيرة طبرية. ويبدو
أن وصول ذلك الجيش الكبير من المماليك إلى الشام أزعج الصليبيين في عكا, فخرجوا
إلى السلطان قطز وعرضوا عليه المساعدة, ولكنه شكرهم واستحلفهم أن يكونوا لا له و
لا عليه, وهددهم إذا هم اعتدوا على مؤخرة جيش المسلمين أن يعود إليهم ويقاتلهم قبل
أن يقاتل المغول.
وفي تلك الأثناء كان هولاكو قد عاد
إلى حاضرة المغول في آسيا وترك كتبغا نائباً عنه في الشام. وعندما علم كتبغا بوصول
قطز على رأس الجيش المصري إلى الشام قر رأيه على منازلة المسلمين, فاتجه صوب عين
جالوت قرب بيسان في فلسطين. وفي موقعة عين جالوت التي دارت بين المسلمين والمغول
سنة 685هـ تفوق المغول في أول الأمر, ولكن قطز ثبت في القتال, ويقال إنه ألقى
خوذته عن رأسه إلى الأرض وصاح((واإسلاماه)) وحمل على المغول حملة صادقة زعزعهم بها,
فقتل كتبغا وكثير من رجاله, وولى من نجا من المغول الأدبار.
وان اهم مايعنينا من موقعة عين جالوت
هو أنها أنقذت مصر والشام من خطر المغول, وقضت على الخرافة القائلة: إن المغول قوم لا
يغلبون.
ومهما يكن من أمر فإن انتصار العرب في معركة عين جالوت، قد دل دلالة قاطعة على أن الإيمان بالله ثم الوطن. كفيل بأن يحقق النصر على الغزاة المعتدين مهما بلغة قوتهم، واشتد بطشهم.

من مكتبتي
- المغول في التاريخ
- مصر والشام

التاريخ يعيد نفسه ، يجب أن لا ننسى الأبطال الذين ألحقوا أول هزيمة بتاريخ المغول ...
وأسأل من الله أن يهدي زعماء العرب ، ليعيدوا إلينا العزة التي إفتقدناها طويلا ! ..
شكرا لك اختي الكريمة .. على هذه القصة الرائعه..
وبارك الله فيك وننتظر المزيد من المواضيع في هذا القسم المبارك... وردة

اللهم امين
العفو اخوي
والله يعطيك العافيه على مرورك وردك الراقي
احترامي لشخصك الكريم