يحكى انه كان هناك صانع
مجوهرات ماهر ؛ يعيش في بلدة يحكمها حاكم ظالم . أرسل إليه في احد الأيام ؛ حارسا مع
جوهرة ليصنع له بها خاتما ؛ على أن يعود في يوم الغد لاستلامه ؛ مقابل مكافأة كبيرة . لكن إذا حدث أي ضرر
بالجوهرة ؛ فالعقاب سيكون شديدا . توكل على الله و بدا العمل ؛ و هو سعيد يفكر ؛ يفكر في المكافأة . حمل
الجوهرة بين يدي...ه ؛ و فجأة
أفلتت و سقطت أرضا و انقسمت شطرين . بدأ الرجل يبكي و يتضرع إلى الله ؛ و يدعوه أن يفرج كربه .و لم ينم تلك الليلة. و رغم حالة الهلع التي كان يمر بها ؛ فإن إيمانه قاده إلى الاطمئنان أن الله أعلى و اجل من ذلك الملك الظالم .
في الصباح ؛ جاء الحارس ؛ و اخذ الخوف يتسرب إلى قلب الرجل .
سأله الحارس " هل أتممت صناعة الخاتم ؟"
فأجابه و هو فزع " لا ؛ ليس بعد ."
فقال الحارس " لا بأس؛ لقد أمرك الحاكم أن تقسم
الجوهرة قسمين ؛ لتصنع له خاتمين بدل واحد."
عندئذ فرح الرجل ؛ و حمد الله – عز و جل - ؛ و تنفس الصعداء . و قد شعر لحظتها ؛ باليقين يزداد في وجدانه ؛ و لأنه أحسن الظن في الله ؛ فإن الله الذي وسعت رحمته كل شيء
لم يرد دعاءه . قال الله تعالى "
و إذا سالك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي و ليؤمنوا بي لعلهم يرشدون " ( سورة البقرة/ الآية 186 ) . و قال أيضا " امن يجيب المضطر إذا دعاه و يكشف السوء و يجعلكم خلفاء الأرض اءله مع الله قليلا ما تذكرون "( سورة النمل / الآية 62 ).